إستعدادات لإطلاق عملة مستقرة مدعومة بالدرهم الإماراتي بمبادرة من IHC وADQ وFAB

في تطور رائد للاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات العربية المتحدة، أعلنت ثلاث مؤسسات رئيسية، الشركة القابضة الدولية (IHC)، وشركة أبوظبي التنموية القابضة (ADQ)، وبنك أبوظبي الأول (FAB)، عن خطط لإطلاق عملة مستقرة مدعومة بالدرهم الإماراتي. وقد حظيت هذه المبادرة، التي من المقرر أن تُحدث نقلة نوعية في مشهد المدفوعات الرقمية، باهتمام كبير، حيث من المتوقع أن تحصل على موافقة مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي قريبًا. سيُصدر بنك أبوظبي الأول، أكبر مؤسسة مالية في الإمارات العربية المتحدة، هذه العملة المستقرة، ليضع نفسه في طليعة ثورة البلوك تشين والعملات الرقمية في المنطقة.

تهدف هذه العملة المستقرة، الخاضعة للتنظيم الكامل من قِبل مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي بمجرد اعتمادها، إلى تزويد الشركات والمستهلكين بعملة رقمية آمنة وقابلة للتطوير. بدعم من الدرهم الإماراتي، من المتوقع أن توفر هذه العملة المستقرة بديلاً مستقراً للأصول الرقمية المتقلبة، مما يعزز المدفوعات عبر الحدود، ويعزز الشمول المالي، ويدعم طموحات الإمارات العربية المتحدة الأوسع في أن تصبح رائدة عالمياً في مجال التمويل الرقمي وتكنولوجيا البلوكتشين. صُممت هذه العملة لتسهيل مجموعة واسعة من المعاملات، بدءًا من مدفوعات المستهلكين اليومية ووصولاً إلى العمليات التجارية المؤسسية المعقدة، مع دعم حالات الاستخدام الناشئة مثل المدفوعات بين الآلات والخدمات المالية القائمة على الذكاء الاصطناعي.

هذا وسيتم إطلاق العملة المستقرة الجديدة على بلوكتشين ADI، وهي تقنية متقدمة طورتها مؤسسة ADI ومقرها الإمارات العربية المتحدة. تهدف بلوكتشين ADI إلى ربط الأنظمة المالية القائمة ببنية الجيل التالي من بلوكتشين، مما يوفر شبكة آمنة ومتوافقة لمعاملات العملات الرقمية. من خلال شراكات استراتيجية في أكثر من 20 دولة، تركز مؤسسة ADI على تعزيز الشمول المالي العالمي وتقديم حلول قابلة للتطوير للمدفوعات الرقمية.

تعزيز الاقتصاد الرقمي في الإمارات

يمثل إطلاق العملة المستقرة المدعومة بالدرهم الإماراتي لحظة محورية في مسيرة الإمارات العربية المتحدة نحو اقتصاد رقمي متكامل تماماً. من خلال تمكين المعاملات الآمنة والفعالة والشفافة، من المتوقع أن تُسرّع العملة المستقرة من اعتماد تقنية بلوكتشين، مما يعود بالنفع على مختلف القطاعات، بما في ذلك التمويل والتجارة.

في وقت سابق من هذا العام، أصبحت عملة AE Coin أول عملة مستقرة تحصل على ترخيص من مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، مما يؤكد التزام الدولة بتطوير منظومة أصول رقمية منظمة. بالإضافة إلى ذلك، تقدمت العديد من المؤسسات المالية الأخرى بطلبات للحصول على تراخيص مماثلة، حيث حصل بنك واحد بالفعل على الموافقة، لكن لم يتم الإعلان عنها، على الرغم من أنها ليست من بنك من الدرجة الأولى، ومن المتوقع أن يتبعه بنكان آخران قريباً. يعكس هذا الدعم المتزايد للعملات المستقرة المنظمة طموح الإمارات العربية المتحدة في أن تصبح رائدة عالمياً في ابتكارات البلوكتشين.
يسلط التعاون بين IHC وADQ وFAB الضوء على التزام الإمارات العربية المتحدة بتطوير بنيتها التحتية المالية الرقمية وخلق بيئة داعمة للخدمات المالية القائمة على شبكة البلوكتشين. فيقدم كل شريك خبراته وموارده الفريدة، مما يضمن نجاح إطلاق وتبني العملة المستقرة.

ملاحظات رئيسية من رواد القطاع

لقي الإعلان ترحيباً حاراً من الشركاء المؤسسين، الذين أكدوا على الإمكانات التحويلية للعملة المستقرة الجديدة.
أكد محمد حسن السويدي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة ADQ، على دور العملة المستقرة في تعزيز الاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقال السويدي: “يُعد إطلاق هذه العملة المستقرة خطوة حاسمة في التزامنا بتعزيز البنية التحتية الرقمية لدولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال توفير عملة رقمية آمنة وقابلة للتطوير، فإننا نفتح آفاقاً جديدة للابتكار والنمو في مختلف القطاعات”.

بدوره، أعرب سيد بصار شعيب، الرئيس التنفيذي لشركة IHC، عن فخره بدور الشركة في هذا المشروع، مسلطاً الضوء على إمكاناته في إعادة تشكيل المشهد المالي العالمي. وأضاف شعيب: “تُعد خبرة IHC في مجال تقنية البلوك تشين والتكنولوجيا المالية جزءاً لا يتجزأ من إنشاء هذه العملة المستقرة. ونتطلع إلى التعاون مع شركائنا لدفع عجلة الابتكار وفتح آفاق جديدة للاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات العربية المتحدة”.

وأيضاً، وصفت هناء الرستماني، الرئيسة التنفيذية لمجموعة بنك أبوظبي الأول، العملة المستقرة بأنها خطوة مهمة لقطاع التكنولوجيا المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وعلقت الرستماني قائلة: “ستحدث هذه العملة المستقرة ثورة في طريقة تفاعل المستهلكين والشركات مع تقنية بلوكتشين. فمن خلال إنشاء عملة مستقرة ومنظمة، نمكّن من إجراء معاملات رقمية أكثر أماناً وكفاءة. ويفخر بنك أبوظبي الأول بلعب دور محوري في هذه المبادرة الرائدة”.

كما أكد غيوم دي لا تور، الرئيس التنفيذي لمؤسسة ADI، على أهمية العملة المستقرة في تعزيز التمويل الرقمي في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها. وقال دي لا تور: “من خلال الاستفادة من تقنية بلوكتشين ADI، ننشئ بنية تحتية متينة ومتوافقة للمعاملات الرقمية، مما يضمن للشركات والمستهلكين إمكانية المشاركة في عمليات تبادل آمنة وشفافة. وتمثل هذه العملة المستقرة إنجازاً بارزاً في مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو اقتصاد رقمي أكثر شمولاً”.

رؤية للمستقبل

تُعدّ العملة المستقرة المدعومة بالدرهم الإماراتي عنصرًا أساسيًا في استراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز الشمول المالي، ودعم الابتكار، وترسيخ مكانتها كمركز عالمي للتمويل الرقمي. ومن خلال توفير بديل منظم ومستقر للعملات الرقمية التقليدية، ستساهم هذه العملة المستقرة في سد الفجوة بين النظام المالي الحالي وتقنيات البلوك تشين الناشئة.

ومع استمرار دولة الإمارات في قيادة جهود الابتكار في مجال البلوكتشين، ستلعب هذه العملة المستقرة دورًا هامًا في تشكيل مستقبل المدفوعات الرقمية على الصعيدين المحلي والدولي. ويعكس الاهتمام المتزايد بالعملات المستقرة المنظمة في الدولة، إلى جانب مشاركة مؤسسات رائدة مثل IHC وADQ وFAB، مستقبلًا واعدًا للاقتصاد الرقمي في المنطقة.
ومع التوقعات بموافقة مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي قريبًا، من المتوقع أن تُحدث العملة المستقرة المدعومة بالدرهم تأثيرًا كبيرًا على المشهد المالي العالمي، مما يساهم في دفع عجلة التحول الرقمي ويضع دولة الإمارات في طليعة الابتكار في مجال التكنولوجيا المالية.